نشرت مجلة الهداية التابعة لجمعية الهداية للحج والعمرة في عددها الثالث الصادر بمناسبة حلول موسم الحج لعام 1429 هـ مقالاً لدراسة قام بها سماحة العلامة الوالد الشيخ محمد اللويم حول المسعى الجديد بعد التوسعة الأخيرة والتي قام بإعدادها خلال زيارته الأخيرة لمكة المكرمة والمدينة المنورة في شهر رمضان المبارك من هذا العام.
هذا نصّها:
قراءة حول المسعى الجديد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين ...
بما أن الحج ركن من أركان الإسلام كان موضعا لاهتمام المسلمين وحيث أن السعي ركن من الحج -أيضا- و قد طرأ على المسعى بعض التغيرات التي كثرت حولها الأسئلة (وهي التوسعة الأخيرة) التي قد يتم إنجازها في هذا العام (1429هـ) وقد كان هذا الموضوع محلا لآراء العلماء وفقا لما يصل إليهم من بعض شهادات المعمرين والمشاهدين لجبلي الصفا والمروة قبل اقتطاعهما، فمن أولئك الذين يرون جواز السعي في المسعى الجديد آية الله العظمى الشيخ إسحاق الفياض، وآية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم حفظهما الله، إلا أن السيد الحكيم يقتصر على ثلاثة أرباع منه حسب اطمئنانه, ومنهم آية الله العظمى السيد علي الخامنئي حفظه الله, وتردد في ذلك آية الله العظمى السيد علي السيستاني حفظه الله.
ولكن مما يسهل الخطب أن ذلك ليس محلا للتقليد حيث أنه تشخيص لموضوع من الموضوعات الخارجية والتي بإمكان المكلف أن يشخصها بنفسه بعد البحث عنها.
وقد سألت السيد السيستاني حفظه الله عن ذلك فقال: من يطمئن بالتوسعة المذكورة له أن يسعى فيها كما أن من رأيه أنه لا مانع من السعي بصورة غير مستقيمة بحيث ينزل من الصفا القديم منحدرا باتجاه المسعى الجديد ولا يضره عدم استقبال المروة عند التوجه اليها، وكذلك عند الصعود الى المروة القديمة فهو يذهب إليها ولو بصورة غير مستقيمة ثم يتجه الى الصفا في المسعى القديم.
علما بأن هذا الموضوع ليس محلا للنظر والخلاف بين علماء الشيعة فحسب، بل يوجد خلاف حتى بين إخواننا السنة فالكثير منهم لا يجيزه محتجاً بأنه سنة متبعة متلقاة عن النبي صلى الله عليه وآله، وأجازه آخرون؛ لكونه عندهم واقعاً بين الجبلين وكونه كذلك مجزئاً.
ومما لاشك فيه أن المكلف يطمئن غالبا باطمئنان مرجعه في التشخيص خصوصا في مثل هذا الموضوع المهم، والذي قد تقصر قدرة كثير من المكلفين عن البحث والوصول إلى النتيجة فيه.
ولهذا اهتم كثير من العلماء بهذا الموضوع بحثا وتحقيقا، وحيث أن هذا الموضوع محلا للابتلاء فقد قمنا بجولة بسيطة عسى أن نستفيد بشيءٍ نطمئن إليه, ففي شهر رمضان من هذا العام (1429هـ) تشرفت بزيارة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، وقمت بزيارة لسماحة العلامة الشيخ محمد العمري (حفظه الله) في مزرعته لسماع مشاهداته، علما بأني سمعت منه مشاهداته في لقاء سابق إلا أنه ساورتني بعض الشكوك؛ لما قيل أن كلامه لعله من باب الحدس فأردت التأكد وإزالة الشك بهذا اللقاء وقد وجدته ولله الحمد مرتاح البال في حالة جيدة أفضل مما كان عليه في الزيارة الأولى، وبعد تبادل التحية والسؤال عن أحوال بعضنا البعض سألني عن أحوالنا في منطقة الأحساء فتبادلت معه أطراف الحديث، ثم سألته عن مشاهداته فكان من جوابه أنه شاهد الصفا والمروة في السنة الثامنة والأربعين بعد الثلاث مئة وألف للهجرة وهما ممتدتين شرقا، وحسب قوله أنهما يتسعان لأكثر من هذه التوسعة، وكان من بعض كلام سابق له أن المروة تصل إلى مفترق الشامية، وبالنسبة للصفا تمتد إلى بطن الوادي مع جبل أبي قبيس وقال: أن الصفا أنف جبل أبي قبيس والمروة جزء من جبل قيقعان (ولعله يريد إلى منعطف الوادي حيث أن جبل أبي قبيس يحتضن الصفا وهي تنعطف بانعطافه) ونهاية المنعطف حاليا ما تبقى من الساحة الواقعة شرقي المسعى وهو يقرب من عشرين متراً شرقي المسعى الجديد وهذا يقرب مما ذكره الشيخ عبد الملك بن دهيش أن الصفا في حدود ستين متراً.
كما أننا قمنا بزيارة أحد الإخوة المؤمنين من شيعة مدينة جدة (الحاج مبروك بريك الحربي، أبو علي) وهو من الذين عملوا في المسعى القديم سنة (1376هـ) وقال انه شاهد الصفا والمروة ممتدين كثيرا شرقا إلا أنه لا يعرف كم هي المسافة ولكنه يقول بأن المسعى الجديد واقع بين الجبلين.
وفي بلدتنا أحد الإخوة المؤمنين وهو الحاج الملا عباس حسن الشويش قال: ان الجسر المنشأ شرقي المسعى للسيارات وهو (جسر حديدي أنشئ قبل سنة الأربع مئة وألف) يبتدئ من المروة وينتهي أعلاه عند الصفا إلى مستوى (الدور الثاني للمسعى) وذكر أن قاعدته الجنوبية قائمة على خرسانة فوق الصخور شرقي المسعى.
وأيضاً أخوه الحاج سلمان حسن الشويش ذكر بأنه شاهد قبل أكثر من خمسة وثلاثين سنة الصخور الملساء شرق المسعى ممتدة كثيراً تحت جبل أبي قبيس، وحسب هذا الكلام فان المسعى الجديد واقع بين الجبلين بعد ثبوت أن هذه الصخور امتداد للصفا.
وأنا ــــ على ما أظن ــــ (قبل التسعين أو بعدها) وقفنا بالسيارات (سيارات الحجاج) جنوب شرق المسعى وكنا ننزل إلى الوادي وهو (الساحة التي شرقي المسعى) للدخول للمسعى جهة الصفا، كنا ننحدر من على الصخور الواقعة شرق المسعى، إلا أنه ظنٌ وهو لا يغني من الحق شيء لعدم اليقين بأن الصخور التي ننحدر منها إلى أسفل هي امتداد للصفا لولا كلام أهل الخبرة.
كما أن الحاج ملا عباس وأخاه الحاج سلمان ــــ أيضا ــــ لا أعتقد أن ما شاهداه من الصخور يعلمون أنه امتداد للصفا.
وقد شاهد الابن الشيخ عبد الهادي خلال زيارته لمكة المكرمة في رجب سنة ( 1428هـ ) ــــ أثناء العمل في المسعى الجديد ــــ شاهد محل اقتطاع الصفا خارج المسعى بعد إزالة الحائط الشرقي عنه وكان ارتفاعه في حدود مترين أو أكثر ومما لا شك فيه أن هناك انحدار للجبل شرقاً ليس بالقليل كما هو كذلك غرباً (جهة الحرم).
كما أنه من الواضح للعيان أن جبل الصفا من الناحية الشرقية للمسعى القديم يبدو أنه قمة الجبل أو قريب منها، وهذا ينبئ عن وجود امتداد للجبل مقتطع من الجهة الشرقية.
كما أننا قمنا بزيارة للشيخ عبد الملك بن عبد الله بن دهيش من أهالي مكة وهو من مشايخ الإخوة السنة وهو من أهل الخبرة الذين شاهدوا جبل الصفا بعد إزالة المباني التي في علاه و التي من حوله حين عمارته سنة (1375 هـ) وكان بصحبة والده، ووالده أحد رجال الهيئة التي شكلت للنظر في موضوع المسعى آنذاك، فقال لنا: أن الصفا والمروة يقرب امتدادهما من ستين متراً، وقد سألته عن معارضة كثير من علمائهم فقال انهم لا ينكرون وقوعه بين الصفا والمروة إلا أنهم يقولون أن السعي سنة توقيفية متبعة، كما سألته عن تحديد الأزرقي بستة وثلاثين ذراعا ونحوه فقال: أنه يريد المسعى القديم (ولعله لكونه بصدد تحديد المسعى آنذاك مضافا الى أن الصفا غير بارزة للعيان فهي محاطة بالبيوت) كما أن الشيخ عبد الملك من الذين قاموا بالبحث حول هذا الموضوع وأعد كتابا في ذلك وأعطاني منه بعض النسخ وقد ذكر في كتابه "ص 110" نقلاً عن الدكتور عويد المطرفي: أن دار الأرقم والتي أقيم مكانها آنذاك دار الحديث تبعد عن المسعى شرقاً أكثر من عشرين متراً.
كما أن الشيخ عبد الوهاب أبو سليمان وهو ــــ أيضا ــــ من مشايخ السنة له بحث حول هذا الموضوع اطلعت عليه مطبوعا في مجلة ميقات الحج العدد 29 من سنة 1429هـ ص 81 وما بعدها.
وقد أردت زيارته ولكن لم يكن هناك توفيق، وقد أرفق في بحثه صورة فوتوغرافية للصفا بعد إزالة المباني التي كانت على الصفا سنة 1375هـ فبعد ظهورها للعيان كانت الصفا شرقي المسعى قبل تجديده -آنذاك -نازلة في الوادي يحتضنها جبل أبي قبيس ويبدو في الصورة الآتية على يمين الرائي الأقواس الثلاثة وهي مدخل الصفا قبل التوسعة القديمة سنة (1375هـ) ويبدو على يسار الرائي شرقي المسعى بقية جبل الصفا بينه وبين المسعى القديم مدرج للصعود، كما أنه يبدو شرقي الجبل طريق للسيارات أو الحيوانات، وتبدو بقية الصفا بينهما شبه المثلث، فيكون المسعى بين الصفا والمروة شرقاً أقصر من المسعى القديم، إلا أنه بعد اقتطاعهما تساوت الجهتان، فالساعي في الوقت الحالي يسعي على الصفا جنوباً،
ولاشك أن هؤلاء أيضا من أهل الخبرة الذين يرجع إليهم في تعيين المواضع والأمكنة.
مضافاً إلى ذلك كله أن المحكمة الكبرى قامت بإخراج صك برقم 158/1744في 25/12/1427هـ لتحديد المسعى ومعرفته حفظاً لهذه الشعيرة بعد ذهاب معالمها، والقاضي بأن المسعى الجديد واقع بين الجبلين ( الصفا والمروة) اعتماداً على ما يقرب من سبعة شهود ممن يسكنون على الصفا والمروة أو حولهما قبل اقتطاعهما.
وفي النهاية نقول أن هذه شواهد عمدتها شهادة الشيخ العمري (حفظه الله) وكلام أهل الخبرة ممن ذكروا، قد تورث للإنسان اطمئنان بأن المسعى الجديد مسعىً شرعيا، تاركين الأمر للقارئ ضيقا أو سعة وأظن أنه إن حصل شك في هذه الشواهد أو في بعضها فلا شك في أن للجبل انحدار شرقاً ولو عدة من الأمتار.
بما أن الحج ركن من أركان الإسلام كان موضعا لاهتمام المسلمين وحيث أن السعي ركن من الحج -أيضا- و قد طرأ على المسعى بعض التغيرات التي كثرت حولها الأسئلة (وهي التوسعة الأخيرة) التي قد يتم إنجازها في هذا العام (1429هـ) وقد كان هذا الموضوع محلا لآراء العلماء وفقا لما يصل إليهم من بعض شهادات المعمرين والمشاهدين لجبلي الصفا والمروة قبل اقتطاعهما، فمن أولئك الذين يرون جواز السعي في المسعى الجديد آية الله العظمى الشيخ إسحاق الفياض، وآية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم حفظهما الله، إلا أن السيد الحكيم يقتصر على ثلاثة أرباع منه حسب اطمئنانه, ومنهم آية الله العظمى السيد علي الخامنئي حفظه الله, وتردد في ذلك آية الله العظمى السيد علي السيستاني حفظه الله.
ولكن مما يسهل الخطب أن ذلك ليس محلا للتقليد حيث أنه تشخيص لموضوع من الموضوعات الخارجية والتي بإمكان المكلف أن يشخصها بنفسه بعد البحث عنها.
وقد سألت السيد السيستاني حفظه الله عن ذلك فقال: من يطمئن بالتوسعة المذكورة له أن يسعى فيها كما أن من رأيه أنه لا مانع من السعي بصورة غير مستقيمة بحيث ينزل من الصفا القديم منحدرا باتجاه المسعى الجديد ولا يضره عدم استقبال المروة عند التوجه اليها، وكذلك عند الصعود الى المروة القديمة فهو يذهب إليها ولو بصورة غير مستقيمة ثم يتجه الى الصفا في المسعى القديم.
علما بأن هذا الموضوع ليس محلا للنظر والخلاف بين علماء الشيعة فحسب، بل يوجد خلاف حتى بين إخواننا السنة فالكثير منهم لا يجيزه محتجاً بأنه سنة متبعة متلقاة عن النبي صلى الله عليه وآله، وأجازه آخرون؛ لكونه عندهم واقعاً بين الجبلين وكونه كذلك مجزئاً.
ومما لاشك فيه أن المكلف يطمئن غالبا باطمئنان مرجعه في التشخيص خصوصا في مثل هذا الموضوع المهم، والذي قد تقصر قدرة كثير من المكلفين عن البحث والوصول إلى النتيجة فيه.
ولهذا اهتم كثير من العلماء بهذا الموضوع بحثا وتحقيقا، وحيث أن هذا الموضوع محلا للابتلاء فقد قمنا بجولة بسيطة عسى أن نستفيد بشيءٍ نطمئن إليه, ففي شهر رمضان من هذا العام (1429هـ) تشرفت بزيارة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، وقمت بزيارة لسماحة العلامة الشيخ محمد العمري (حفظه الله) في مزرعته لسماع مشاهداته، علما بأني سمعت منه مشاهداته في لقاء سابق إلا أنه ساورتني بعض الشكوك؛ لما قيل أن كلامه لعله من باب الحدس فأردت التأكد وإزالة الشك بهذا اللقاء وقد وجدته ولله الحمد مرتاح البال في حالة جيدة أفضل مما كان عليه في الزيارة الأولى، وبعد تبادل التحية والسؤال عن أحوال بعضنا البعض سألني عن أحوالنا في منطقة الأحساء فتبادلت معه أطراف الحديث، ثم سألته عن مشاهداته فكان من جوابه أنه شاهد الصفا والمروة في السنة الثامنة والأربعين بعد الثلاث مئة وألف للهجرة وهما ممتدتين شرقا، وحسب قوله أنهما يتسعان لأكثر من هذه التوسعة، وكان من بعض كلام سابق له أن المروة تصل إلى مفترق الشامية، وبالنسبة للصفا تمتد إلى بطن الوادي مع جبل أبي قبيس وقال: أن الصفا أنف جبل أبي قبيس والمروة جزء من جبل قيقعان (ولعله يريد إلى منعطف الوادي حيث أن جبل أبي قبيس يحتضن الصفا وهي تنعطف بانعطافه) ونهاية المنعطف حاليا ما تبقى من الساحة الواقعة شرقي المسعى وهو يقرب من عشرين متراً شرقي المسعى الجديد وهذا يقرب مما ذكره الشيخ عبد الملك بن دهيش أن الصفا في حدود ستين متراً.
كما أننا قمنا بزيارة أحد الإخوة المؤمنين من شيعة مدينة جدة (الحاج مبروك بريك الحربي، أبو علي) وهو من الذين عملوا في المسعى القديم سنة (1376هـ) وقال انه شاهد الصفا والمروة ممتدين كثيرا شرقا إلا أنه لا يعرف كم هي المسافة ولكنه يقول بأن المسعى الجديد واقع بين الجبلين.
وفي بلدتنا أحد الإخوة المؤمنين وهو الحاج الملا عباس حسن الشويش قال: ان الجسر المنشأ شرقي المسعى للسيارات وهو (جسر حديدي أنشئ قبل سنة الأربع مئة وألف) يبتدئ من المروة وينتهي أعلاه عند الصفا إلى مستوى (الدور الثاني للمسعى) وذكر أن قاعدته الجنوبية قائمة على خرسانة فوق الصخور شرقي المسعى.
وأيضاً أخوه الحاج سلمان حسن الشويش ذكر بأنه شاهد قبل أكثر من خمسة وثلاثين سنة الصخور الملساء شرق المسعى ممتدة كثيراً تحت جبل أبي قبيس، وحسب هذا الكلام فان المسعى الجديد واقع بين الجبلين بعد ثبوت أن هذه الصخور امتداد للصفا.
وأنا ــــ على ما أظن ــــ (قبل التسعين أو بعدها) وقفنا بالسيارات (سيارات الحجاج) جنوب شرق المسعى وكنا ننزل إلى الوادي وهو (الساحة التي شرقي المسعى) للدخول للمسعى جهة الصفا، كنا ننحدر من على الصخور الواقعة شرق المسعى، إلا أنه ظنٌ وهو لا يغني من الحق شيء لعدم اليقين بأن الصخور التي ننحدر منها إلى أسفل هي امتداد للصفا لولا كلام أهل الخبرة.
كما أن الحاج ملا عباس وأخاه الحاج سلمان ــــ أيضا ــــ لا أعتقد أن ما شاهداه من الصخور يعلمون أنه امتداد للصفا.
وقد شاهد الابن الشيخ عبد الهادي خلال زيارته لمكة المكرمة في رجب سنة ( 1428هـ ) ــــ أثناء العمل في المسعى الجديد ــــ شاهد محل اقتطاع الصفا خارج المسعى بعد إزالة الحائط الشرقي عنه وكان ارتفاعه في حدود مترين أو أكثر ومما لا شك فيه أن هناك انحدار للجبل شرقاً ليس بالقليل كما هو كذلك غرباً (جهة الحرم).
كما أنه من الواضح للعيان أن جبل الصفا من الناحية الشرقية للمسعى القديم يبدو أنه قمة الجبل أو قريب منها، وهذا ينبئ عن وجود امتداد للجبل مقتطع من الجهة الشرقية.
كما أننا قمنا بزيارة للشيخ عبد الملك بن عبد الله بن دهيش من أهالي مكة وهو من مشايخ الإخوة السنة وهو من أهل الخبرة الذين شاهدوا جبل الصفا بعد إزالة المباني التي في علاه و التي من حوله حين عمارته سنة (1375 هـ) وكان بصحبة والده، ووالده أحد رجال الهيئة التي شكلت للنظر في موضوع المسعى آنذاك، فقال لنا: أن الصفا والمروة يقرب امتدادهما من ستين متراً، وقد سألته عن معارضة كثير من علمائهم فقال انهم لا ينكرون وقوعه بين الصفا والمروة إلا أنهم يقولون أن السعي سنة توقيفية متبعة، كما سألته عن تحديد الأزرقي بستة وثلاثين ذراعا ونحوه فقال: أنه يريد المسعى القديم (ولعله لكونه بصدد تحديد المسعى آنذاك مضافا الى أن الصفا غير بارزة للعيان فهي محاطة بالبيوت) كما أن الشيخ عبد الملك من الذين قاموا بالبحث حول هذا الموضوع وأعد كتابا في ذلك وأعطاني منه بعض النسخ وقد ذكر في كتابه "ص 110" نقلاً عن الدكتور عويد المطرفي: أن دار الأرقم والتي أقيم مكانها آنذاك دار الحديث تبعد عن المسعى شرقاً أكثر من عشرين متراً.
كما أن الشيخ عبد الوهاب أبو سليمان وهو ــــ أيضا ــــ من مشايخ السنة له بحث حول هذا الموضوع اطلعت عليه مطبوعا في مجلة ميقات الحج العدد 29 من سنة 1429هـ ص 81 وما بعدها.
وقد أردت زيارته ولكن لم يكن هناك توفيق، وقد أرفق في بحثه صورة فوتوغرافية للصفا بعد إزالة المباني التي كانت على الصفا سنة 1375هـ فبعد ظهورها للعيان كانت الصفا شرقي المسعى قبل تجديده -آنذاك -نازلة في الوادي يحتضنها جبل أبي قبيس ويبدو في الصورة الآتية على يمين الرائي الأقواس الثلاثة وهي مدخل الصفا قبل التوسعة القديمة سنة (1375هـ) ويبدو على يسار الرائي شرقي المسعى بقية جبل الصفا بينه وبين المسعى القديم مدرج للصعود، كما أنه يبدو شرقي الجبل طريق للسيارات أو الحيوانات، وتبدو بقية الصفا بينهما شبه المثلث، فيكون المسعى بين الصفا والمروة شرقاً أقصر من المسعى القديم، إلا أنه بعد اقتطاعهما تساوت الجهتان، فالساعي في الوقت الحالي يسعي على الصفا جنوباً،
ولاشك أن هؤلاء أيضا من أهل الخبرة الذين يرجع إليهم في تعيين المواضع والأمكنة.
مضافاً إلى ذلك كله أن المحكمة الكبرى قامت بإخراج صك برقم 158/1744في 25/12/1427هـ لتحديد المسعى ومعرفته حفظاً لهذه الشعيرة بعد ذهاب معالمها، والقاضي بأن المسعى الجديد واقع بين الجبلين ( الصفا والمروة) اعتماداً على ما يقرب من سبعة شهود ممن يسكنون على الصفا والمروة أو حولهما قبل اقتطاعهما.
وفي النهاية نقول أن هذه شواهد عمدتها شهادة الشيخ العمري (حفظه الله) وكلام أهل الخبرة ممن ذكروا، قد تورث للإنسان اطمئنان بأن المسعى الجديد مسعىً شرعيا، تاركين الأمر للقارئ ضيقا أو سعة وأظن أنه إن حصل شك في هذه الشواهد أو في بعضها فلا شك في أن للجبل انحدار شرقاً ولو عدة من الأمتار.
والحمد لله رب العالمين .
سماحة العلامة الشيخ محمد اللويم
18/11/1429هـ
18/11/1429هـ
المصدر: مجلة الهداية
العدد الثالث – 1429 هـ
العدد الثالث – 1429 هـ
إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ {البقرة/158}